هنالك إجماع عالمي على أن مشكلة الإحتباس الحراري تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه الكرة الأرضية في الأونة الأخيرة، فالصفائح الجليدية في القطب الجنوبي والشمالي في طريقها للذوبان مما يشكل خطرًا بالغًا علي المجتمعات الساحلية التي تعيش بالقرب من المحيطات والبحار.
ووفقاً لأخر تقرير من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة UNESCO فإن هنالك عدد من المواقع التراثية العالمية مهددة بالغرق بحلول العام 2100م بسبب إرتفاع درجات الحرارة علي سطح الأرض نتيجة للممارسات الخاطئة في توليد الطاقة وإنبعاث غازات ثاني أُكسيد الكربون .
وفي هذه اللائحة سنتعرف على عدد من المواقع التراثية والثقافية العالمية التي قد لا نراها في المستقبل على وجه الأرض، منها معالم أثرية شهيرة يبدوا أننا سنضطر لأن نبحث عنها داخل المحيطات بعد فترة ليست ببعيدة.
دار الأوبرا في سيدني – استراليا
دار الأوبرا في سيدني بإستراليا قد يكون الموقع الأثري الأحدث على قائمة مواقع التراث العالمي، ولكن يبدو أنها بالفعل مهددة من إرتفاع مستوى سطح البحر، وتم تسمية هذا الصرح كأعظم بناء معماري في القرن العشرين ، ويبلغ من العمر فقط 43 عاماً.
لكن دار الأوبرا هذه تقف على بعد 11 قدماً فقط فوق مستوى سطح البحر، ويواجه خطر الإختفاء داخل البحر بفعل إرتفاع مستوى سطح البحر وزيادة مستوى الملح التي قد تؤثر بشكل كبير على الدعائم التي يقف عليها.
منتزه رابا نوي الوطني – المحيط الهادي
يعكس منتزه رابا نوي، وهو الإسم الأصلي لجزيرة الفصح، ظاهرة ثقافية فريدة في نوعها في العالم أجمع، وشَكّل هذا المنتزه موطناً لمجتمع من أصل بولينيزي روّج فيها لتقليد مهم وإبتكاري وأصيل من النحت والهندسة المعمارية.
شيّد هذا المجتمع بين القرنين العاشر والسادس عشر، ويمثل أماكن عبادة للسكان الأصليين ويحتوي على تماثيل ضخمة من الحجر أو الـ “موآي” بالإسبانية ، يشكّل هذا الموقع إطاراً ثقافياً منقطع النظير لا يزال يسحر العالم كله حتى يومنا هذا.
جبل القديس ميشيل – فرنسا
جزيرة حجرية صغيرة في نورماندي تبعد حوالي الكيلومتر عن ساحل فرنسا، وتعد القلعة والكنيسة المبني عليها ثالث أكثر مزار سياحي في فرنسا بعد برجل إيفل وقصر فرساي.
كهوف إليفانتا – الهند
موقع أثري وثقافي يقع قبالة الساحل الغربي للهند. ثلاثة تماثيل حجرية يبلغ عمرها قرابة 1500 عام بطول 23 قدماً، وهي تمثل إحدى عجائب الفن الهندي القديم، ويواجه خطر الإختفاء بفعل تسرب المياه و العوامل الأخري كالرياح الموسمية التي تؤثر عليها بشكل واضح.
مدينة لبده الأثرية – ليبيا
كانت مدينة لبدة إحدى أجمل حضارات الامبراطورية الرومانية بعد أن جمّلها وكبّرها “سيبتيموس سيفيروس” ابن البلاد الذي أصبح امبراطورًا ، وذلك بنصبها العامة الكبيرة، ومرفئها الإصطناعي، وسوقها، ومخازنها، وأحيائها السكنية.
مدينة عمرها أكثر من 1000 عام، وهي واحدة من المواقع الأثرية التي مازالت تحتفظ بجميع مكوناتها، وتقع هذه المدينة في خليج سرت على ساحل البحر الأبيض المتوسط، و بحلول القرن القادم ستكون المدينة على بعد ثلاثة أقدام فقط من مستوى سطح البحر.
والخطر المحدق بهذه المدينة ليس مناخياً فقط بل أن الحرب الدائرة في هذه الدولة والمدينة بالذات قد تسبب ضرراً بالغاً لهذه الآثار بمرور الزمن.
معبد الشمس – الهند
يقع في أوديشا على الساحل الغربي للهند، وعمره أكثر 800 عاماً، وتم وصفه من اليونسكو بأنه – تحفة من العبقرية الخلاقة – و يقع على بعد سبعة أقدام فقط من مستوى سطح البحر، وبالإضافة إلى التهديد المناخي فإن جزء كبير من آثار هذا المعبد في حالة سيئة جداً من الخراب.
تمثال الحرية – أمريكا
التمثال الشهير والذي يعتبر أحد المعالم السياحية البارزة في مدينة نيويورك الأمريكية، تم إهدائه من فرنسا بمناسبة مرور مائة عام على إستقلال الولايات المتحدة في العام 1886م، والذي يقع على مرفأ مدينة نيويورك، وقد إختبر التمثال حالة من الدمار خاصة في قاعدته أثناء إعصار ساندي في العام 2012م .
وإرتفاع أخر لمستوى سطح البحر بمقدار ثلاثة أقدام قد يشكل خطر بالغ على التمثال البالغ طوله 151 قدماً
ARAGEEK